جندي مسلم في الجيش الامريكي يشكو من تلكؤ قادته باتخاذ اجراءات تتعلق بتحرشات وتهديدات ساخرة وتمزيق القرآن
قالت صحيفة 'واشنطن بوست' ان المسؤولين في الجيش الامريكي لم يتخذوا اجراءات للرد على شكاوى تقدم بها جندي امريكي مسلم بعد عملية فورت هود التي نفذها الطبيب النفسي الامريكي (من اصل فلسطيني) احتجاجا وخوفا على نقله الى افغانستان وادت العملية الى مقتل 13 جنديا وجرح العديدين. ونجا فيها المنفذ حيث يعتقد انه مصاب بشلل كامل، وسيقدم لمحاكمة عسكرية في وقت قريب.
وكان الجندي زكريا قلاوون قد تقدم قبل شهرين لمسؤوليه في البنتاغون بتعرضه لتهديد وهجوم على دينه تركت على باب غرفته في المعسكر، وتلقى وعدا منهم بمعالجة الامر لكنه وحتى الان لم ير تحركا. وكان المسؤولين في فورت هود قد نقلوا قلاوون البالغ من العمر 20 عاما من المعسكر لمكان اخر لتوفير الحماية له وذلك في اذار (مارس) الماضي. وقال قلاوون ان الجيش لم يقدم له المعونة المالية اللازمة لدفع اجر السكن مما اضطره الى اقتراض 300 دولار من جماعة مالية غير ربحية ورهن ممتلكاته كي يدفع الفواتير. وقال قلاوون انه تقدم بطلب للمعونة المالية من خلال الطرق الرسمية من مسؤوله الى رأس القيادة حتى يكون قادرا على دفع اجر البيت الذي يسكن فيه.
وقالت الصحيفة ان مراسلها اتصل بالقيادة المسؤولة عن قلاوون وسأل عن معونته والمستحقة فاتصل مسؤول به قائلا انه سيتلقى معاشا من بداية الشهر القادم. ونقلت عن قلاوون قوله ان لا احد يتعامل مع حالته بجدية مشيرا الى قضايا مهمة لها علاقة بالهوية والدين والامن والتحرش وهذه القضايا على اهميتها لا تعتبر اولوية بالنسبة للمسؤولين حسب قلاوون. ويحضر الاخير دعوى قضائية من خلال محام في مؤسسة الحريات الدينية التابعة للجيش لتقديم دعوى ضد الجيش. لكن مسؤولين عنه في المعسكر اكدوا ان دعاوى قلاوون لا اساس لها.
وقال متحدث باسم المعسكر ان القيادة تتعامل بجدية مع احتياجات الجنود المسلمين وكذا احتياجات كل جنودها. وقال المتحدث ان مسؤوليه في المعسكر يحاولون بجد مساعدته. ولكن قلاوون واثناء عمله في الجيش منذ عامين تقدم باكثر من 20 شكوى بسبب تعرضه لتحرشات فقط لانه مسلم. وبعض هذه التحرشات حدثت في معسكر فورت هود واكدها رفاق له فيه مثلاً قيام الجنود باطلاق تعليقات ساخرة، او قيامهم بتمزيق نسخة القرآن التي يقرأ منها او ترك تهديدات مكتوبة امام خزانته في المعسكر.
ويقول قلاوون ان السخرية والتحرشات زادت بعد الهجوم الذي نفذه نضال حسن في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي.
وتقول الصحيفة انها بعد ان اعدت ملفا وثقت فيه تجارب قلاوون قال مسؤولون في المعسكر انهم يقومون بعدة اجراءات والعمل على مبادرات منها عقد جلسات تدريبية للجنود يتم تدريبهم فيها على التسامح الثقافي وتنظيم جلسة مع 180 جنديا مسلما في المعسكر، وتخصيص مكان لهم لصلاة الجمعة. وعلى الرغم من كل هذا لم يتغير اي شيء حسب قلاوون. وكان من المتوقع ان يعقد اجتماع المسلمين الجنود مع لؤي صافي وهو اكاديمي مسلم يدافع عن حقوق العرب والمسلمين الامريكيين لكنه لم يحضر. ولكن قادته يجادلون في روايته ويقولون انهم لم يعدوا ابدا باستضافة صافي.
واكد المتحدث عقد جلسات توعية ثقافية وتخصيص مكان للجنود المسلمين للصلاة واعترف بعدم وجود امام وان الجنود المسلمين لا يظهرون في المكان في موعد الصلاة. ومن الشكاوى التي تقدم بها قلاوون احتجاجه على عرض تقدم به جندي وساوى فيه بين الاسلام والارهاب واكتشف لاحقا ان الجندي اخذ كلامه من خطاب منسوب لابن لادن، زعيم القاعدة. ويقول المسؤولون انهم يراجعون المحاضرة وما تم فيها.
لندن ـ 'القدس العربي':